محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

لا تعبدون إلا الله

 

الإيمان بالله، ريم، هو أكبر حافز عرفته البشرية منذ القدم..

هو ما جعل المصريين ينشئون أهرامات ضخمة تحوي غرف دفن الموتى ظنا منهم بخلود الروح وبعث الجسد.. الإيمان جعل العرب الأشتات الرعاع، أمة واحدة قوية منتظمة في جيش ودولة تصادم الامبراطوريات القوية الفارسية والرومانية.. و هو ما حرر اليهود من عبودية الملوك. وهو ما أضاف نزعة المحبة المسيحية للوثنية الأوروبية الغاشمة.

أيضا، الإيمان المشوه والمغلوط هو ما أنشأ الإرهاب الإسلامي بدعوى الجها...
د. وأنشأ محاكم التفتيش المسيحية بدعوى الحفاظ على الدين من الهراطقة. وأقام دولة عنصرية يهودية في قلب العالم العربي والتي تصر على التوسع في مستوطنات الضفة الغربية باعتبارها وعد التوراه بيهودا والسامراء.

ووفقا للطريقة التي يفهم بها الناس اعتقادهم الديني تترتب الكثير من شئون الحياة.

يعنيني هنا الإسلام، كيف نفهمه وكيف نفسر معنى عبادة الله.. دعيني أقرأ معك آية واحدة في القرآن يا ريم بتفكر أفضل من ختمه كاملة.. فميزة الإسلام أنك تستطيع شرحه أحيانا بآية واحدة، سهلة واضحة عابرة لحدود التاريخ والجغرافيا.

*
يقول الله في سورة البقرة:

(وإذ أخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون إلا الله، وبالوالدين احسانا، وذي القربى، واليتامى والمساكين، وقولوا للناس حسنا.. وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة.. ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون)

وصايا الله تبدأ بألا نعبد سواه.. وعبادة الله تحرير لعبودية البشر أو الحجر أو قوى الطبيعة. فلا يخضع الإنسان لأي هيمنة أخرى إلا الله. والله مفارق للطبيعة. المصريون القدامى سموه "آمون" أي المتخفي.. ونحن نقول في الصلاة "آمين".. أيضا الاشتراك في عبادة إله واحد يعطي المساواة لكل البشر دون علو من أحد على أحد.

لكن ما هي عبادة الله.. أو كيف نترجمها إلى واقع يومي في الحياة..؟

1- بالوالدين إحسانا.. الحفاظ على منظومة الأسرة قوية متماسكة قائمة على التراحم والمودة.

2- وذي القربى.. الخروج من الأسرة الصغيرة إلى دائرة أوسع من الأقارب.

3- واليتامى والمساكين.. العمل الجماعي أو المسئولية الأخلاقية والاجتماعية لرعاية المساكين واليتامى والضعفاء. إنه يحثك على تجاوز الذات والتخلي عن الأنانية والانشغال المفرط بهمومك الشخصية والتنازل عن جزء من وقتك وأموالك للآخرين.. هذا لو أردتي أن تصيري عابدة.

4- وقولوا للناس حسنا.. إطار أوسع في العلاقات الإنسانية والتواصل الثقافي والتعايش.. قولوا للناس. وليس لأهل دينكم.. حسنا.. حثا على الرقي والذوق العام وسعة الصدر واحترام الآخرين.. كلما ازداد رقيك كلما ازدادت عبادتك.

5- وفي آخر الآية، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة.. الصلاة حق لله خالصة. والزكاة مشتركة بين العباد ورب العباد..

تلاحظي أن عبادة الله جاءت مقترنة بخمسة أوامر.. الوالدين / القربى / اليتامى والمساكين / القول الحسن / الصلاة والزكاة.. أربعة منها علاقات، عبادات، بشرية.. وواحدة عبادة إلاهية، الصلاة.

فيصير - وفقا للآية - 80% من الدين حياة ومعاملة وخلق وصبر وعطاء ورقي.. فهل نحن متدينون..؟


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

البروفايل الشخصي

https://www.facebook.com/M.ELDWEK


 


الصفحة الرسمية

 

https://www.facebook.com/M.ELDWIK


 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق