محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

الأحد، 25 أغسطس 2013

الدين والثورة..


ثورة ماو سي تونج في الصين في الخمسينات، هي التي أتت بهذا التحول العظيم في الاقتصاد.. ولكن لكل تقدم يحرزه الإنسان تبعة ضخمة من الخسائر.. قال ماو، لو لم يكف الطعام إلا نصف الشعب. إذن ليمت النصف الآخر..

هكذا بكل قسوة.

كانت الصين تمر بمجاعة كبرى.. حتى أنهم أكلوا الطين وأوراق الشجر.. ونتيجة ذلك كان يموت كل عام 10 ملايين شخص.. نعم الرقم دقيق 10 ملايين يموتون فقط من الج...وع. حرفيا وليس مجازا.

إحدى النساء قالت لأطفالها بعد أن أموت لا تخجلوا أن تأكلوا ما تبقى مني.. يجب أن تستمروا أحياء لأيام إضافية.. لن تجدوا من لحمي شيء، قد صرت جلدا ممصوصا. لن تجدي سوى قلبي.. كلوه (!)

الصين شيوعية، صنفت منذ فترة أنها دولة معادية للدين.. ليست علمانية أو محايدة بل معادية.. لذلك فالحضارات التي تنمو بعيدا عن الدين تحصد هذه القسوة. القلب الذي يخلو من قيم التراحم والتكافل والعطف.

في الإسلام لو لم يكفي الطعام إلا واحدا، ليقتسمه مع أخيه. وليس منا من بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم. وأسقط عمر بن الخطاب عقوبة السرقة عام المجاعة. ولما رأى يهوديا يتكفف الناس من الفقر أمر له بعطاء ثابت من بيت المال "معاش" رغم أنه لا ينتمي عقائديا لدين الدولة الرسمي.

والرسول في أول خطبة له في المدينة حث على فعل الخير ولو بشق تمرة.. ليس هناك حائل بينك وبين مراعاة ظروف غيرك حتى لو لم تملك سوى تمرة تقسمها نصفين، لك ولجارك.

الدين هو روح الحضارة، وعقل الإنسان وأدواته هو ذراعها.. ولا حياة بلا روح وبلا أطراف. وهذا هو موقع الدين من الحياة. وكما قال باسكال، الفيلسوف الفرنسي، أن لقمة العيش وحدها لا تكفي.. فالانسان يطلب إلى جوارها احتياج روحي عبادي يفارق الماديات. ويحتاج الى الحنان.

لماذا الدين..؟ لأن حضارة الإنسان الخشنة تحتاج إلى ما يدخل فيها رحمة السماء.

قال الله عن الرسول (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فأسلوب القصر والاستثناء يختصر الشريعة في كلمة واحدة: الرحمة.

 
للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

البروفايل الشخصي


 

https://www.facebook.com/M.ELDWEK

 

الصفحة الرسمية


 

https://www.facebook.com/M.ELDWIK

 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق