(فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم).. الذاريات.
الحكاية تبدأ عند ملائكة على هيئة بشر مروا على ابراهيم النبي فحلوا به ضيوفا. لم يعرفهم. لكنه رجل كريم يقري ضيفه ولو كان ينكرهم.. راغ إلى أهله وجاءهم بعجل حنيذ. ثمين. رجل ماهر سريع الذبح والشي.. لم يكرمهم بما تخرج الأرض من الحب والبقل.. بل بسيد الطعام.. وراغ أي ذهب خلسة حتى لا يشعرون بما يفعل. حتى لا يتحرجون. راجل شيك.. ...
تلك أخلاق رجل ممتلئ بالمودة والكرم. ربما لذلك صار نبي. أو لأنه نبي صار كذلك..!
ثم كشفوا الستار وأخبروه بهيئتهم.. وبشروه بغلام. وهنا يتداخل مع المشهد شخصية أخرى. زوج ابراهيم. سارة.. ربما سمعت الحوار. ربما كانت تمر أو تجلس في الجوار.. دخلت مجلس الرجال حيث زوجها وضيوفه.. وجاءت في صرة أي أحدثت جلبة.. صوت عال منفعل ناتج عن آلام السنين.. صكت وجهها.. اي ضربت بيديها على وجهها.. تصرف امرأة عادية تسمع خبرا كبيرا في حياتها فتتصرف بتلقائية شديدة.. وزوجها "نبي" يسمع، والملائكة شاهدة.. والله يحكي لنا القصة كما هي دون تجميل.. انها مشاعر الانسان التي يجب أن تحترمها في لحظات فرحه وحزنه وخوفه واندفاعه.
إنهم أنبياء . لكنهم ناس عاديون. يواجهون ذات المشاكل التقليدية التي تقابل الكافة. والصمود أمام تلك المشاكل هو الذي يخلد البشر.. لا تحتاج لان تكون بطلا عظيما حتى يذكرك التاريخ.. مواجهتك للحياة بصبر وكرم هو رواية التاريخ الكبرى.
لم يقل لها ابراهيم ما الذي قدم بك إلى مجالس الرجال.. لم يلمها على انفعالها.. بل تجده يتفهم كل شيء.. والله ايضا يتفهم احزان الناس. وتلقائيتهم.. امرأة تصرخ وتضرب وجهها نتيجة انفعال.. لا تكن متذمتا.. لا تلمها.. كن انسانا وفقط. هكذا يريد أن يقول القرآن.
وبشرهم الله باسحاق..
للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق