يقول الله (والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم . وأقاموا الصلاة . وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية . ويدرءون بالحسنة السيئة . أولئك لهم عقبى الدار).. 22 الرعد.
ماذا يريد الله منا..؟
- أن نتحلى بالصبر على الناس والظروف والزمن.. والشخص الصبور قليل الأذى كثير العفو حلو العشرة.. صح ؟
...
- أن نصلي.. كعبادة تربط قلوبنا بالسماء. حتى لا تكون حياة مادية خشنة خالية من الروح.
- وأنفقوا سرا وعلانية.. ناس قلوبها تخلو من الأنانية والجشع وحب الكنز والحرص على المصالح الشخصية.. بل كثيرو النفقة والتضحية والتكافل ورعاية الضعفاء.. ما استحق الحياة من عاش لنفسه.
- ويدرءون بالحسنة السيئة.. أي أنهم سريعو العودة إلى الصواب بعيدا عن التصلب والحدة والعناد والمكابرة.. ولا يفترض فيهم العصمة المطلقة. بل يسمح بهامش خطأ. وعلاجه التعويض بما هو حسن.. كما أنهم يواجهون كل سيء من الناس بما يستطيعوه من حُسن..
شرفاء مهذبون لديهم ثبات انفعالي ونفسي.
- وفي الأخير، لا يقيمون كل ذلك من أجل الحصول على درجة وظيفية. أو الترويج لمشروع انتخابي. أو حصد مكسب مالي. أو التعالي على البشر.. بل كل هذه الأفعال الطيبة تتجاوز حدود السماء. وتبتغي عقبى الدار..
إنهم فرسان يا سيدتي.
لماذا الإسلام ..؟ لأنه يحوي النظام الاجتماعي الأمثل. الصبر - التكافل - العبادة - نبل المعاملة - ما يورث الناس سلام نفسي يبعدهم عن الاقتتال والعنف والكراهية.
ولماذا النظام الاجتماعي ..؟ لأنه أصل التقدم السياسي والاقتصادي.
*
جواهر لآل نهرو رئيس الهند في خمسينات القرن الماضي بعد حصولها على الاستقلال عن بريطانيا. كان يظن أن لديه مشكلة واحدة هي الهند. لكن بعد فترة اكتشف ان لديه 400 مليون مشكلة.. وهو تعداد الهند.. لديه مشكلة مع كل هندي. لديه مشكلة كبيرة مع مجتمعه فوجئ بها بعد ان رحل غبار الاستعمار.
التخلف والتعصب الديني وغياب التعليم هي المشاكل التي تعيق التقدم.
آمن بذلك بعد أن اختلف مع معلمه الكبير المهاتما غاندي حول سبل التقدم. كان نهرو يظن أن الثورة ستغير كل شيء كسيل جارف.. لكن المهاتما كان يرى أن تعليم الناس هو نقطة البداية. وكان يحثه على التواضع، لأنه لا يمكن الوصول إلى الحقيقة إلا بالتواضع، فالتواضع هو الذي لا يجعل الذات حاجزا بيننا وبين الموضوع.
وقال أن التقدم هو طريق القوة الوحيد والذي بدونه لن تحصل الشعوب على الحرية، وتظل تبعا للامبراطوريات التي احتلتها من قبل. حتى لو حصلت على الاستقلال صوريا فالموارد والثروات وموازين القوى لا زالت في يدها.
ورغم خروج بريطانيا من مصر منذ اكثر من ستين سنة، إلا أنها استبدلت الحاميات العسكرية بشركات النفط.. شركة بريتش بتروليوم الانجليزية لديها امتياز على أكثر من نصف استثمارات النفط في مصر. فهل نحن أحرار..؟
*
تقول الحكمة، داخل كل كتلة حجر مصمتة تمثال عظيم. فقط نحتاج إلى إزالة الأجزاء غير المفيدة.
القرآن هنا يساعدك في التخلص من الاجزاء غير المفيدة.
للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق