محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

السبت، 17 أغسطس 2013

مقال فني..



عشان تفضل محافظ على توازنك النفسي لازم تسيب الاحداث دي كلها وتروح تتفرج على فيلم خمسينات او ستينات.

حياة بسيطة ساذجة . مهذبة . رقيقة . الأشرار معروفون تحديدا . والخير ينتصر . والفتيات جميلات . والأبطال شرفاء . والنساء الكبيرة حقيقيون جدا بعيدا عن الافتعال والتمثيل . والكلمات واقعية. والحوار مشحون بالمعاني . والطموحات قليلة . و الملابس مصرية للغاية مصنوعة عند ترزي أو خياطة تخلو من استفزاز الماركات العالمية.

اتفرجت على الزوجة الثانية.. العمدة منصور وشيخ البلد.. واطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم.. ثم يشير إلى العمدة.. ليشجع شكري سرحان لتطليق سعاد حسني ليتزوجها العمدة الجشع.

الكاهن والسلطان..

دقائق قليلة تلخص إدراك المصريين للمتاجرة بالدين من أجل مصالح شخصية.. وأن رجل السلطة "العمدة" يستغل الدين لتحقيق أغراضه.. وأن معدومي الضمير الأفاقين جاهزون لتبرير الموقف.

في بداية الفيلم يقابل العمدة امرأة تحمل على رأسها قفص به فراخ تذهب لبيعها في السوق.. فيريد اخذه منه.. لكن بطريقته الخاصة.. يسألها عن ابنها الذي يجب أن يتم تجنيده للجهادية لأن خدمة الوطن . حسب قوله . من الإيمان !

طبعا دا نوع من رمي البلا أو التهديد المبطن.. عشان الست تسيب الفراخ دون مطالبة بمال.

افتكرت جملة محمد ابو سويلم "عمنا محمود المليجي" في فيلم الأرض عندما ذهبوا للقبض عليه، ومن أجل تهوين المصيبة قالوا له: حكم القدر يا بو سويلم.

فرد الرجل الذكي الذي لم يتلقى قسطا وافرا من التعليم: دا حكم العمدة . مش حكم القدر.

نحن البشر مسئولون عن أفعالنا الشرير.. مسئولون عن كسلنا وسوء تصرفنا.. لكننا من أجل اسكات الضمائر والاستسلام للواقع نلصقها بالقدر.

مشهد مماثل في فيلم رصيف نمرة 5 عندما يدخل فريد شوقي على زكي رستم المسجد ويواجهه بجريمة القتل.. فيحاول الرجل الهروب عبر رفع يديه للجهر بتكبيرة الاحرام والدخول في الصلاة.. فتكون حركة قديمة مفقوسة.

طبعا هذا كله في وادي واسفاف السبكي في واد آخر. وكأن مصر كلها عبده موته وشحتة كاريكا وناس بترقص بلبوص في الشارع وعيال شايلة سيوف ومقروطة وسافوريا..

قرأت منذ ايام لطبيبة تتحدث عن سذاجة التناول الدرامي للطبييب المصري عن طريقات كليشهات ساذجة موروثة.. رغم أن الحالة النفسية للطبيب وطبيعة حياته وما يواجهه من مشاكل وتعقيدات كفيلة بصناعة أعمال فنية عميقة جدا.. وبالفعل المتابع للدراما الامريكية سيرى مسلسلات عديدة تتحد عن ذلك .. آخرها المسلسل الذي يقوم ببطولته أطباء طوارئ.

الشعوب التي لن تصنع الفن لن تصنع الحضارة .. الشعوب التي تكره الفن لن تتقدم .. فالحضارة والفن مترادفان.

الرسول سمح لوفد الحبشة "بالرقص" بالطبول والحراب والملابس المزركشة داخل مسجده ليعلنوا اسلامهم بطريقتهم الخاصة. بل احضر عائشة لتشاهد.. وعندما اراد عمر منعهم نهره النبي.

وهوليود الآن تستخدم الفن لصناعة الرأي العام العالمي .. شركات الانتاج الكبرى هناك يسيرط عليها ملاك يهود ولن تستطيع أن تنطق بكلمة واحدة تعادي الصهيونية . معنى ذلك أن تموت فنيا ويتم ضرب حصار خانق حولك فلن تجد من يتعاون معك..

أما نحن فنعيش في عصورنا السحيقة.. يجب أن نستخدم الدين كحافز بدلا من أن يكون عبئ .. يجب أن نستخدم الخطاب الديني لإعادة صناعة فن مصري صامد يتحرك شرقا وغربا ويكون السلاح الأول لنشر الثقافة والدفاع عن الحدود.

 
 
 
للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

البروفايل الشخصي



https://www.facebook.com/M.ELDWEK

 

الصفحة الرسمية

 

https://www.facebook.com/M.ELDWIK

 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق