- مصر لا تريد أن تخسر البعد الدولي.. فهو مهم على المستويين الاقتصادي والسياسي. وربما لذلك تحاول الاخوان اللعب عليه بعد أن فقدت أملها في الداخل.. ولتفويت الفرصة فالإدارة الحالية تقوم بتصرفات في غاية الذكاء والدقة رغم تبرم الناس من حدوثه..
- الفريق السيسي طلب تفويضا لمواجهة الارهاب.. ...والتفويض كان له رسائل أخرى غير فض الاعتصام.. السيسي كان يبعث رسالة خفية مفادها أننا نتابع (أو كشفنا) أي مخطط عنف تريد أي جماعة ممارسته في مصر.. ايضا يعيد تجييش الناس في الشارع مرة ثانية ليظهر حجم التأيد ليكون رسالة واضحة أخرى لضعيفي الرؤية المصابين بالعشى.
- إطالة مدة اعتصام الاخوان يصب في صالح صورة الادارة الجديدة على المستوى الدولي.. أنها تتبنى نهجا متفتحا مع المعارضين وتسمح لهم بالتعبير عن الرأي ولا تمسسهم بسوء طوال مدة تزيد عن الشهر . رغم وقوع حادثتين مروعتين ولكن لهما مسببات منها قتل ضابط بالجيش امام مقر الحرس. وثبوت حمل المتظاهرين للسلاح.
- أثناء تلك المدة الإدارة الدبلوماسية والسياسية تتحرك بشكل واعد.. دعوات جادة للمشاركة الوطنية. عدم الاقصاء. مصير واحد يجمع كل المصريين. مع التأكيد على محاسبة كل من تورط في جرائم جنائية. وهو ما يعلي الأسهم أن ما حدث ليس انقلابا يريد استبدال طغمة حاكمة محل أخرى. وإثبات كافة الانتهاكات التي يمارسها اعتصام الاخوان مثل التورط في قضايا تعذيب وقتل. وهذا ما شهدت به منظمة العفو الدولية، وهو ما له من رد فعل كبير على المستوى الدولي.. ويفتح سبيلا لسحب التعاطف مع الاخوان، وإعطاء ضوء أخضر لمصر لمواجهة ما يحدث "بالحسم" حتى لو سقط منهم قتلى.
- دعوة للمجتمع الدولي كي يشاهد ما يجري بشكل واقعي بدلا من تهويل وأكاذيب الإخوان.. مرسي يعامل معاملة كريمة، وأنصاره يجوبون الشوارع كل يوم ليل نهار. ويرفعون اللافتات ويهتفون ويمارسون حريتهم الكاملة.
- تعمد إظهار تعنت الإخوان أمام التفاوض السلمي للمشاركة في تصحيح مسار ثورة يناير عقب النزول الهادر للجماهير في 30 يونيو، وإصرارهم على الاحتفاظ بالسلطة حتى لو على جثث مؤيديهم ومعارضيهم، ما يظهر حسن نية إدارة 30 يونيو أمام تبجح مكتب الإرشاد.
- الحل الأمني: سهل ولن يأخذ بضع ساعات.. الشرطة تعيد تعبئة قواها، ومساندة الشعب لها سيكون كبيرا، وطول فترة الاعتصام تأتي سلبا على الاخوان بزيادة الضجر الشعبي تجاههم من تعطيل المصالح وتقسيم الناس واصطناع الأزمات. وتلك هي معارك النفس الطويل.. والملاحظ أن أعداد المعتصمين الدائمين في تناقص ملحوظ.
- وماذا عن البوب..
البوب قام بدور محوري قد لا يلحظه الكثيرين.. الآن المتابع لتصريحات الدول الغربية، وما يأتي على لسان الوفود الأجنبية، والصحافة العالمية، يجد أن اللهجة قد تغيرت ، تقريبا لم يعد أحد يتحدث عن أنه انقلاب، أو يتحدث عن عودة مرسي.. صار هناك تسليم كامل بشرعية ما حدث وصدق نواياه وانضباط تصرفاته، ما يرسخ لشرعية 30 يونيو. والحديث الوحيد يدور حول مصير الجماعة "بعد" 30 يونيو.. والسعي الى تسوية سلمية ما، تقلل من احتمالات وقوع ضحايا. هذا التغير المحوري في الخطاب الدولي لها سبب واحد فقط. أن رجلا عظيما اسمه محمد البرادعي يجري اتصالاته ويعمل بدأب في الخفاء. حتى لو لم يحلظه احد.
البرادعي بطوله، هزم التنظيم الدولي للإخوان. لماذا؟ ببساطة شديدة لأنه رجل صادق. هل يكفي أن تكون صادقا؟.. نعم، أحيانا يكفي.
- سمعت الدكتور زياد بهاء الدين يتحدث منذ قليل مع لميس حول الأحداث الجارية ومدى نية الحكومة لفض الاعتصامات، ولميس بتحاول "تسخن" دكتور زياد للإسراع في استخدام العنف في فض الاعتصام وأنهم معهم تفويض شعبي بذلك..
فما كان من الرجل المهذب العاقل "المتدين" بحق.. والذي يؤمن فعلا بمبادئ حقوق الانسان وحرمة الدم والدولة المدنية، أن قال: نحن الآن أقوى منهم.. معنا تفويض شعبي. ومعنا مؤسسات الدولة. ولكن ليس من شيم الأقوياء أن يطغوا على الأضعف. حتى لو كانوا معارضين.. نريد استنفاد كافة الطرق السلمية، حتى لا نلجأ للعنف ما لم يكن من تفاديه بد.
هذا هو الفرق بين دولة حديثة تؤمن بالقيم.. وبين جماعة تتاجر بها.
للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق