يقول الله في سورة الأنفال :
( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء . إن الله لا يحب الخائنين )
الله يتحدث لرسوله عن كفار ، محاربين ، خائنين . وفي رواية عن يهود بني قريظة لأنهم كلما عاهدوا عهدا نقضوه . رغم ذلك يحذره من أن يخون وعوده .. ويقول له لتعلن تحللك من الاتفاق جهرا لو خفت منهم الخيانة . حتى لا يكون العدوان غيلة وسرا.
الخيانة لا محل لها في الإسلام حتى وقت الحرب . حتى وقت الخوف . حتى مع ناس طبعهم أنهم خائنون . فلن نعاملهم بمثل عملهم . رغم أن القانون الدولي الحديث يسمح بذلك . ولكن كونك مسلم فهو يلزمك أن تكون الأكثر رقيا.
طالما أنه بيننا معاهدة فلن أبدأ بالغدر . ولو أردت الحرب فأنا لها.
هذا كتاب الله . وتلك شريعة محمد في الحرب . فما بالك بشريعته في الحب . وتلك مبادئه مع الأعداء ، أن لا خيانة أو غدر ، فما بالك بشريعته مع الأصدقاء .. مسلمين أو غير مسلمين.
نهاية الآية ، إن الله لا يحب الخائنين . حتى لو كانت في حق كافر يقاتلك .. الله ينفي حبه عنك لو كنت كذابا مخادعا . حتى لو كنت صحابيا تحارب في جيش الرسول.
لو أردت أن تعرف أخلاق شخص فاصنع معه خصومة . ولو أردت أن تعرف حضارة الأمم فانظر كيف تتصرف مع أعدائها في الحرب.
لو أن الإسلام وضع هذا الضابط مع كفار محاربين خائنين أضروا بالإسلام ، ولم يشرع خيانتهم أو التعدي عليهم خفية ، فكيف نتصرف مع كافر غير محارب يفي بوعده!
كيف تتصرف مع مسلم مثلك .. كيف تتصرف مع جارك في وطن واحد !
لا تتحدثوا عن تطبيق كتاب الله أو تحكيم شريعته . فهي صعبة عليكم . صعبة جدا . لأنها تخاطب أعماق النفس البشرية بما فيها من انحراف وهوى وأنانية وغدر ، وتعمد إلى تقويمها . بينما التدين المزيف الشكلي ، لا يوجد ما هو أسهل منه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق