محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

الجمعة، 19 أبريل 2013

الحمقى يمتنعون



* * *

- أي شخص يشارك مع الاخوان مرة ثانية في أي فعاليات تحت أي مسمى فهو مغفل يستحق الإعدام بتهمة الغباء. الاخوان أردات ازاحة النظام السابق كي تستبدله برجالاتها غير الأكفاء. وتريد ازاحة ما تبقى من الجيش لتستولي على مكامن القوة فيه وبذلك تستكمل خطة الاستبداد المنشودة.

- الاخوان كافرون بالديمقراطية والحريات والمشاركة السياسية ولا يفكرون إلا بالطريقة الفاشستية للأحزاب الشمولية المتط
رفة.

- قضية مبارك قضية فات وقتها.. مبارك سجين منذ سنتين وهي أقصى فترة يسمح بها القانون للحبس الاحتياطي على ذمة اي قضية. ومن العار أن يظل سفاح كهذا سنتين دون إدانة نهائية باتة.. وهذه ليست مشكلة القضاء في المقام الأول لأن القاضي يحكم بما لديه من ورق ولا يحكم بعلمه الشخصي حتى لو رأى الجريمة رأي العين.

المشكلة تكمن في الآلية الثورية وقت المجلس العسكري ودولة الإخوان الآن. والمشكلة في الاجهزة التابعة لوزارة الداخلية و الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة والجهاز المركزي للمحاسبات.

- من يحاول أن يتوهنا عن قضيتنا الرئيسية بدعاوى ساذجة وتظاهرات تحمل عناوين الفلول وبراءة مبارك والنظام البائد، فهو نصاب يستحق عقوبة. مشكلة مصر الآن تكمن في نظام سياسي إقصائي يحاول أن يكرس للاستبداد ويعيد تكميم الأفواه ويلاحق الأقلام.. كما أنه نظام يدعم العصبية القبلية بتولية رجاله في المناصب التنفيذية دون اللجوء للأكفاء. وتلك كارثة، الاستمرار فيها يؤدي إلى خراب وطن خرب.

انظر الى وجه رئيس الوزراء ووزير الداخلية ومستشاري الرئيس وانت تعلم مدى الكارثة التي نعشها ومدى التقزم الذي صرنا له.

- مصر لديها أزمة اقتصادية كبرى، ودينها الخارجي معرض للتضاعف، والدولة لا تقدم تجاه ذلك إلا التخبط والهروب والتشويش باصطناع خصومات سياسية مع أشخاص لا يملكون أدوات تنفيذية.

- لدينا تفكك وترهل وانتحار في كافة الأجهزة الادارية للدولة، وصار الكل يحتقر القانون ويتحلل من مسؤليات العقد الاجتماعي للدولة.

- الحالة الطائفية محتقنة وقابلة للاشتعال في أي وقت..

- لو لم تتوقف أثيوبيا عن البناء على النيل الأزرق فحصة مصر ستقل بمقدار الربع، وهو ما سيجعلنا ندخل منطقة خطرة من الفقر المائي وتناقص كهرباء السد العالي.

*

الرسول طرد من مكة في موهن من الليل، وآواه الشعب المتحضر في المدينة. بالمناسبة أهل يثرب كانوا أكثر استنارة ومدنية من أهل مكة حتى أن بعضهم كان يتعالى على بعض المهاجرين باعتبارهم أهل رعي وبادية. وعندما وصل الرسول هناك لم يظل في تباكي على الديار والأطلال ويعيد سبب كل مشكلة إلى المكيين الذي حاربوه. بل بنى سوق ومسجد وأنهى الانقسام القبلي بين الناس. وصنع دستورا عنوانه "أمة من الناس" وذوب اليهود في عقد اجتماعي مشترك مع المسلمين يتناصرون في البر ويتدافعون ضد الفاجر.

ولا يدفعون الجزية لأنهم جزء من الدفاع عن الحدود مع إخوانهم المسلمين. وتعلم الرسول وصحابته منهم الزراعة. وهبط البقية يتاجرون في الأسواق. وأخذ في إعداد جيش يستطيع الدفاع عن الأرض والمعتقد.

لو ظل الرسول يندب حظه لأنه خرج طريدا لما عاد مرة ثانية منتصرا عفوا.

*

أؤكد / مشكلة مصر، الآن، ليست النظام البائد ولا حسني مبارك. هذه مشاكل تنتمي للماضي ولن يجدي كثرة الحديث فيها. مشكلة مصر هي الادارة السيئة والاستبداد السياسي والاحتقان الطائفي والتخلف، والتبعية الاقتصادية الأجنبية مما تجعلنا إقليم شبه محتل. وأي كلام خارج هذا النطاق محض عبث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق