إما الإخوان أو الوطن
الاخوان كل يوم ينشرون أنباء كاذبة عن انشقاقات داخل الجيش.. كلام ساذج ومضحك ويثير الشفقة.. لكن السؤال المهم، هل الإخوان من أجل مصالحهم الشخصية يريدون للجيش المصري أن ينشق على بعضه وتتحول مصر الى مذبحة يموت فيها مئات الآلاف وتسقط الدولة الى نموذج دولة فاشلة وينتهي الحلم والامل والمستقبل.. كل ذلك من أجل مصالح طائفة لا تتجاوز 1% من المجتمع.. الاخوان وفق تصريحات اعضا...ء مكتب الارشاد لا تتجاوز 800 الف عضو على أقصى تقدير.. هل نعرض حياة 99% من المصريين.. المستقبل والتاريخ والمكانة، لخطر الحرب الأهلية من أجل سفاحي مكتب الارشاد الذين يتاجرون بأرواح مريديهم من أجل مكاسبهم السياسية والمالية؟
ثم نسمع عن نداءات متصاعدة لتدخل "عسكري" دولي في مصر لإعادة مرسي إلى الحكم.. هل تستدعي الاخوان قوات أمريكية أو قوات حلف الناتو لاحتلال مصر من أجل إعادة تنصيب مرسيهم..؟ هل وصل الغباء وانعدام الاحساس وكراهية الوطن إلى هذه الدرجة..؟
لم يكذب اذن الذي قال منهم، طظ في مصر.. يبدو أن تلك عقيدة يتربون عليها.. ونجده منطقيا من يدعو إلى عزل الجماعة سياسيا وقانونيا ودستوريا، بوصفها جماعة جهرت بنواياها السوداء التي تخفت كثيرا خلف قناع الدين أو الخدمة العامة.
"أدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم".. قالها الرسول عليه الصلاة والسلام، عندما كسع رجل من الأوس رجلا من الخزرج فنادى كل واحد على قبيلته ليتناصر بها.. فكان تأجيج الصراع القائم على الانتقام لجماعة أو فئة دون النظر إلى الحق، جحود بالإسلام وعودة للجاهلية.
"ليس منا من دعا لعصبية.. ليس منا من قاتل على عصبية.. ليس منا من مات على عصبية".. صدق الرسول.
فهل جماعة الاخوان المدافعة عن الإسلام تدعو إلى جاهلية جديدة..؟ وهل نفس الجماعة تموت على عصبية تخرجهم، كما قال النبي، من جماعة المسلمين..؟
ولو أنهم يزعمون أنهم يدافعون عن الشرعية.. فسؤالي، لو كان شفيق من فاز في انتخابات حرة نزيهة "وهى دعوى البعض خاصة بعد طمس أدلة تزوير المطابع الأميرية" ونزلت التظاهرات ضده، فهل كان الإخوان سينزلون الميادين دفاعا عن شرعية شفيق؟؟
الأمر لا يحتاج إلى إجابة..
عندما خرج الفريق السيسي ببيانه كان يجلس من حوله، رئيس المجلس الأعلى للقضاء .. الأزهر .. الكنيسة .. أيقونة الثورة الدكتور البرادعي .. حزب النور السلفي .. شباب تمرد.
تستطيع أن تقول أنها مصر من دون الـ 1%.
وعلى أقل تقدير تم رصد 17 مليون مصري نزلوا للشوارع يعلنون سحب ثقتهم من الرئيس والجماعة.. هل كل هؤلاء .. هيئات ومؤسسات ورموز ثورة وملايين المصريين لا شيء أمام رغبات الجماعة..؟
الإخوان انشقوا عن الثورة يوم 11 فبراير من أجل جمع غنائم هزيلة تتمثل في كراسي البرلمان وبعض اعضاء في لجنة تعديل الدستور المزمع في 19 مارس. وهادنوا الجيش والشرطة ورجال اعمال مبارك وكبار موظفيه. وضعفت شوكة الثورة بعد أن استخدموا كل وسائلهم للتخوين والتكفير واطلاق الشائعات على الميدان.. ودفنت الثورة ولم تصل الى اسفل حيث الهيئات والوزارات والمحليات والأجهزة الادارية. وعقول الناس.. وها هي الفرصة تسمح لتصحيح ما فات. فيكونوا هم شوكة في ظهر الطموحات.
العداء الآن ليس بين الإخوان والجيش.. بل بين الإخوان والوطن.. ليس هناك موقفا وسطا. إما أن تكون مصريا أو تكون خائنا.. والخيانة بالصمت أحيانا.
للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك
البروفايل الشخصي
الصفحة الرسمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق