الفارق الأول هو عقدين من الزمن.. السيسي 57 سنة وطنطاوي 77 سنة.. عشرين سنة قادرة على التأثير على الوظائف العضوية للجسد وسرعة رد الفعل والاستجابة للمتغيرات ومواكبة التطور.. تصلب الشرايين ليس فقط مرض عضوي لكنه مرض ذهني يعيق صاحبه على رد الفعل الملائم.. وهكذا العجائز.
الفارق الثاني يكمن في النشأة.. الجيل الذي تربى بعد حرب أكتوبر عاصر اختلاف الرؤية السياسية والايدولولجية في مصر، بعد أن قال السادات بوضوح عام 74 أن أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا بدأت مصر في مغادرة المعسكر الشرقي في اتفاقات التسليح والتدريب وبدأنا في التوجه نحو قبلة جديدة هي الولايات المتحدة.. اللعنة على طائرات الميج 21 العتيقة البالية وأهلا بالإف 14 و 16.
وثالثا، سمعة سيئة لإدارة الجيوش سواء على المستوى الدولي أو المستوي الداخلي.. لازلنا نذكر كشوف العذرية وسحل ست البنات والعصي المكهربة التي انهالت على اعتصام طلبة كليات الإعلام، وكل معارك محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية.. تكرار الأمر قد يكون صعبا.. إن لم يكن مستحيلا.. الناس متؤهبة والنفوس يقظة.. وكافة الديكتاتوريات سقطت في ثلاثة أعوام.. النظام المستبد التقليدي .. الشرطة .. الجيش .. الفاشية الدينية.
لم تعد هناك كرامة لأحد.. وبدا واضحا أن الحل في الاعتدال والصدق والوطنية وإثبات حسن النية.
منذ عشرة أيام سافر الجهادي التكفيري العائد من أفغانستان محمد الظواهري، إلى شمال سيناء وتم توقيفه من قبل قوات الأمن هناك والتحقيق معه، ولكن صدرت أوامر سياسية بالإفراج عنه، وفق ما صرح به مراسل شمال سيناء المحنك أشرف سويلم، والظواهري يقوم بالتنسيق مع الجماعات الإرهابية المسلحة للتنسيق لأي سيناريو عنف قد يتم اللجوء إليه حال تنحية الإخوان، وإرغام الناس على العودة إلى بيوتها تحت ظل السلاح..
الكلام يدعمه كمية الأسلحة الضخمة المتسربة إلى مصر بعد الثورة وقيام هؤلاء من قبل بتنفيذ عمليات ضد أكمنة الشرطة ونقاط تمركز الجيش، بل يدعمه تاريخهم القريب ابتداء من تنظيم الكلية العسكرية واغتيال السادات ورئيس مجلس الشعب الدكتور المحجوب وحتى عمليات الدير البحري ودهب وطابا.
أيضا الشحن النفسي والمعنوي الذي لجأوا إليه في الشهور الأخيرة بتحويل كافة معارضي الرئيس إلى علمانيين كفرة أو شيعة روافض أو مسيحيين صليبيين.. ولا تنس التربية الداخلية لجماعة الإخوان التي تعتبر نفسها جماعة من الأطهار تقدم للناس الهداية في الدنيا والآخرة، وأنها جماعة ربانية على حق بينما الناس خارج الجماعة أدنى درجة ودركة.
تماما مثلما كان يفعل هتلر مع الشعب الألماني والحزب النازي، بتغذية شعور التفوق العرقي داخلهم ليؤهلهم لأعمال الاحتلال العدوانية وتبرير قتل الشعوب الأخرى، المنحطة، التي لا تستحق الحياة طالما أنها ترفض سيادة النازي.
وهنا كان يجب أن يكون هناك معادل موضوعي لردع هذه الفاشية النفسية والسلوكية المدعومة بالسلاح.. ومع اعتذال الشرطة فلم يكن هناك من بديل سوى الجندي المحترف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق