"يا مشير يا مشير م النهاردة انت الأمير."
الهتاف دا مش بيفكرك بحاجة.. طب القافية بتاعته مش بتفكرك بجماعات بعينها.. هذا الهتاف كانت تطلقه حناجر التيارات الإسلامية لتثبيت شرعية الجيش بعد ثورة يناير، بينما الشباب الثوري يعتصم في الميادين لاستكمال ثورته بسبب تشككه في وجود بقايا النظام القديم في المؤسسات والهيئات تعمل على طمس الحقائق..
سامي مهران.. رئيس مكتب فتحي سرور وخازن أسراره لعشرين سنة، والمسئول عن كافة الشئون التنظيمية لمجلس الشعب.. ظل في مكانه، بعلم الإخوان، بل تولى ذات المنصب بعد مجيئ الكتاتني.. يا للهول، مدير مكتب فتحي سرور هو مدير مكتب الكتاتني (!)
ورغم وجود تحفظ على أمواله وقرار بمنعه من السفر إلا أن الكتاتني استخرج له تصريح خاص كي يسافر معه.
هؤلاء هم ذيول النظام السابق في المؤسسات، والذين ابقى عليهم الإخوان للاستعانة بهم والاهتداء إلى مفاتيح أسرار النظام السابق ليستولوا عليها هم.
زكريا عزمي.. ظل في مكانه كرئيس لديوان رئيس الجمهورية فترة كبيرة بعد التنحي، يستف أوراق الرئاسة ويخفي كافة الجرائم، بعلم المجلس العسكري، وصمت مطبق من الاخوان.. وكافة التيارات الاسلامية التي كانت تعيش شهر عسل معه.. كنا نقول استكمال الثورة، وهم يقولون كفى، دعونا نسرع لانتخابات البرلمان.. وكأن الثورة قامت من أجل تسكين الاخوان في المجالس النيابية، وكأن هذا الإجراء الشكلي هو وحده ما ينقص مصر.
الإخوان ليست جماعة ثورية ولا يهمها كثيرا تغيير البناء الهيكلي للدولة أو إجراء إصلاحات جزرية فيه، بل يهمها ضمان وضع آمن لهم والحصول على أكبر قدر من المكاسب الحزبية.
وفي البرلمان، لم نسمع كلمة واحدة من الإخوان عن إصلاح الشرطة أو هيكلة أجهزتها أو برامج العدالة الانتقالية.. وتوالت مهرجانات البراءة للجميع.. وعندما اشتعلت المظاهرات وتنكر لها الإخوان وتعاملت الداخلية بذات الطريقة القمعية القديمة، ووقف وزيرهم بكل تبجح وقال، إحنا ممعناش خرطوش، خرج النائب محمد أبو حامد في المشهد الشهير وأحضر خرطوشة في يده إلى باحة مجلس الشعب.
بالمناسبة أكثر شيء قام به الإخوان داخل مجلس الشعب هو كمية مأكولات غير طبيعية (لم يدفعوا ثمنها) من بوفيه مجلس الشعب، والحصول على أدوية بالمجان (أكثر شيء استهلكوه هو الفياجرا) وقروض بنكية بتسهيلات كبيرة (مع إن القروض حرام)..
المجلس الوطني للتنافسية..
الإخوان لديها قدرة كبيرة على التواؤم مع النظام السابق.. مع مشاريعه واستثماراته ورجال أعماله ومنظومته الفكرية، بل هي بنت التجربة الرأسمالية للحزب الوطني السابق، ومثال ذلك المجلس المصري للتنافسية..
المجلس الوطني للتنافسية أنشأه جمال مبارك عام 2005، هذا المجلس ترعى تقاريره الوكالة الأمريكية للتنمية.. وهو عبارة عن مجموعة من رجال الأعمال المنتفعين الذين يحاولون تطويع الآداة القانونية لخدمة مصالحهم، فتصير السرقة مقننة بتشريعات الدولة.
لو أنك لص فقد تستطيع سرقة خمسين ألفا، ويلاحقك البوليس، لو امتلكت القانون فمن الممكن أن تسرق خمسين مليونا أو مليارا ولا يلاحقك أحد. بل تخرج في البرامج المسائية كرجل وطني شريف (!)
بعد تولي الدكتور مرسي كان لمجلس التنافسية اجتماعا مهما حضره رئيس الوزراء هشام قنديل.. وحضرته السفيرة الأمريكية.. وحضره حسن مالك.. وحضره رجال أعمال لجنة سياسات الحزب الوطني المنحل.. وكلهم كان على منصة واحدة..
ومشهد المنصة معبر جدا عن حال مصر..
السفيرة الأمريكية // رجال أعمال الإخوان // رجال أعمال لجنة سياسات جمال مبارك // ورئيس الوزراء.. تلك هي مصر الثورة الإخوان برعاية أمريكية.
جلال الزوربا، المسئول عن اتفاقية الكويز في عهد حسني مبارك كان يسافر مع محمد مرسي على الطائرة الخاصة به.. هم ليس لديهم مع النظام السابق أي مشكلة، ولكن يهمهم أن يقتسموا الخيرات سويا.
مشاريع خيرت الشاطر العملاقة تحولت إلى سوبر ماركت يبيع فيه المنتجات الأمريكية.
وبشهادة صحفي منصف لهم وهو الاستاذ فهمي هويدي قال أن برنامج الاخوان الاقتصادي لا يختلف كثيرا عن برنامج لجنة سياسات الحزب الوطني التي تزعمها القيادي السابق أحمد عز.. من أنه برنامج مليئ بالكلام الإنشائي النمطي والذي يخلو من خطوات واضحة للعدالة الاجتماعية والتنمية الحقيقية.. بل هو برنامج ينتصر للنمط الاستهلاكي لاقتصاديات السوق.
الإخوان تعرف جيدا أنه في عالم السياسة "ليس بالمبادئ وحدها يعيش الإنسان".. وهم أكبر مجسد لذلك بعيدا عن السربلة بثياب الدين أو الفضيلة أو النقاء الثوري.
الإخوان هم من قتلوا الثورة ومكنوا بقاء النظام السابق وهادنوا القيادات القمعية في الشرطة، ومشوا على خطا السياسات الاقتصادية والإدارية التي ثرنا ضدها، ثم يتحدثون عن الفلول.
الإخوان هم من قتلوا الثورة ومكنوا بقاء النظام السابق وهادنوا القيادات القمعية في الشرطة، ومشوا على خطا السياسات الاقتصادية والإدارية التي ثرنا ضدها، ثم يتحدثون عن الفلول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق