محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

الأربعاء، 15 مايو 2013

ماذا عن تمرد؟


الدكتور سيف الدين عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومستشار الرئيس السابق والمتعاطف مع حركة الإسلام السياسي منذ زمن بعيد، سجل شهادة مهمة في إحدى البرامج التليفزيونية حول تجربته في منصبه الذي استقال منه.
قال الرجل، أن الرئيس مرسي ظل رئيسا للجمهورية لمدة اسبوعين، ثم رحل الرئيس عن القصر وحلت محله جماعة الاخوان المسلمين، فلم يعد له من الأمر شيء.. مجرد واجهة... لتنفيذ ما يتلقاه من توصيات.

وأن الرئيس مرسي، وكل من في القصر، لا يملكون خطة أو مشروع أو تصور، حول ما يقدموه لمصر.. وأن التحرك هناك عشوائي للغاية، وأن بعضه استمرارا لسياسات سابقة.

وأن أبنائه – أبناء سيف عبد الفتاح – قبل الثورة، كانوا يجهزون أوراقهم للهجرة، وكان يمنعهم، ولكن بعد أن رأى تجربة الاخوان، بكى، وقال لهم ارحلوا، فلا أمل في الإصلاح طالما أن الأمر كذلك.


الرئيس مرسي رئيس منتخب.. شرعي.. لكن هل الشرعية شرط لمجيئه، أم شرط يستمر معاه طول فترة بقائه؟

تقول الحكمة أن الأنظمة تسقط بالخطايا وليس بالأخطاء.. فهل مثل هذه الشهادات تتجاوز الأخطاء إلى الخطايا؟؟ طبعا لو ضفنا لها كل الأخطاء الأخرى التي مارسها الاخوان طوال مدة تقترب من سنة.

ريتشارد نيكسون، الرئيس الامريكي عام 74، قام بالتنصت على مقر الحزب المعارض له في بناية في ووتر جيت لرصد تحركاتهم قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، لما واجهه حزبه من تراجع في الشعبية في ولايته الثانية، واكتشف الأمر الصحفي الاشهر بوب ودورد، فصارت فضيحة، على إثرها تم عزل الرئيس.. الشرعي المنتخب.. وكادوا أن يحاكموه.
مجرد التنصت على منافسك، كاف لعزلك من منصبك الرئاسي!! يا إلاهي..

كلنتون هو الآخر كان على وشك مغادرة منصبه لأنه أنكر علاقته بمونيكا.. عاقبوه على جريمة الكذب وليس على الابتذال.. فعلاقته النسائية تحاسبه عليها زوجته. أما ما يخص الناس فهو أن يكون رئيسهم صادقا!

بالمناسبة هناك بعض القيم التي تحافظ عليها أمريكا، بنت الكلب الكافرة، أكثر رقيا من بعض الدول الإسلامية التي تغلق الشوارع بالمصلين في الليالي الوتر من العشر الأواخر في رمضان. رغم أن حق الطريق فرض، بينما صلاوة التراويح نافلة.

تكرر الأمر في فرنسا مع الرئيس الأشهر، مؤسس الجمهورية الخامسة، المقاتل الصلب الذي حرر وطنه من الاستعمار في الحرب العالمية الثانية، الجنيرال شارل ديجول، عندما خرجت ضده مظاهرات حاشدة، فيما سميت مظاهرات العمال والطلبة، في نهاية الستينات، فوضع حزمة تعديلات اقتصادية وطرحها للتصويت، ولما أن لم يقبلها الشعب، قدم استقالته فورا!

رغم أنه جاء بالانتخاب وبطريقة شرعية..

وحتى بعد تعرض مصر للهزيمة في يونيو، أعلن ناصر مسئوليته الشخصية واستقال.. حتى لو كانت استقالة سينمائية، إلا أنه اقر بالمبدأ.. أن الرئيس قد يستقيل حتى لو حاز شرعية شعبية مبدئية، لو طرأ أمر خطير يشكك في مشروعية وجوده.

حركة تمرد تتحرك على الأرض بشكل نشط لدرجة أنها تجاوزت في أيام قليلة مليون توقيع على مليون استمارة.

الأمر اتخذ منحا جديا.. ويجب عدم إهماله. وأعتقد أنهم لو وصلوا لرقم 5 مليون. فيوجب أن نتوقف أمام الظاهرة. لأنه الرقم الذي أهل كلا الخصمين في انتخابات الاعادة.
ولكن أثناء التحرك يجب أن نعلم أن الطبيعة تكره الفراغ.. وأن الكتلة الوحيدة القادرة على ملئ هذا الفراغ هو الجيش. وأن كل القوى الثورية ممزقة ولا تستطيع التوافق أو القيادة. أيضا ، يجب أن تكون القوة التي تحل محل التيار الإسلامي تملك المقدرة والقوة على ردع أي تحرك مقابل من ناحيتهم، لأن التيار الإسلامي له وجود حقيقي وفاعل على الأرض.

والقوة لا يملكها سوى الجيش.. والجيش المصري يأخذ تمويلا أمريكيا يجاوز 7 مليارات كل عام من أمريكا.. و أنه "يسترشد" بأوامر وزارة الدفاع الأمريكية التي تموله.. وأن أمريكا هي التي ضغطت على المجلس العسكري كي يسلم الحكم لقيادة "مدنية" منتخبة.. خاصة بعد سفر وفد من ثلاثين إخواني لتوصيل وجهة النظر "الاخوانية" المعتدلة لرجال الحكم في أمريكا، حول مسالمة اسرائيل، والحفاظ على نمط اقتصاديات السوق الذي تتبناه أمريكا..

الثورة في مصر وتونس هما أصدق ثورتان حدثتا كمعبر عن إرادة شعب، دون أي تدخل أو عبث خارجي.. ولكن ما بعد ذلك فالعامل الدولي موجود بقوة. خاصة مع دولة تملك اقتصادا ضعيفا مهزوزا مثقلا بالديون ولا يملك أي أدوات انتاج حقيقية تجعله قادرا على الصمود.

أمريكا موجودة في أي ثورة ستنشأ منذ اللحظة الأولى.. والجيش تعلم الخطأ وصار أكثر شعبية.. والاخوان صاروا أكثر شراسة ونهما للدم.. وتمرد تحصد مليون توقيع.

فقط أحاول التفكير بصوت عال.. ولم أتخذ قرارا في شيء بعد. ولكني واثق أن القادم قد يكون أسوأ. بسبب الأيادي المتوضئة التي حدثتنا كثيرا عن الزهد والإيثار واخلاص العبادة.

ووسط كل هذا الإسلام يخسر أرضا جديدة..


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

البروفايل الشخصي


https://www.facebook.com/M.ELDWEK

 

الصفحة الرسمية

https://www.facebook.com/M.ELDWIK

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق