محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

الخميس، 16 مايو 2013

محاولة لفهم كلام الله

تقول الآية (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم . ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم . والله غفور حليم) البقرة، 225

لاحظ الآية .. رغم أنك تلغوا بكلام الله . بلسانك . إلا أن الله يتجاوز ذلك . ولا يؤاخذك رغم أنك نطقت به . كان من الممكن ألا يتهاون الله في "اللغو" باسمه ، ولكنه عقد المساءلة إلى قلبك . ما كسبه قلبك هو المهم . هو موضع الخير والشر. الحب والكراهية....
وهو مكمن التمييز.

الله يعلمنا العمق والتراحم والارتقاء فوق السخافات ، حتى لو كانت في حقه العلية ، دون إثارة مشاكل وعداءات بين البشر،. طالما كانت القلوب تحمل خيرا.

الله يتجاوز عن اللغط باللسان.. طالما اكتسب القلب خيرا.. يا له من دين عميق هادئ، لا يتربص للناس كي يعاقبهم ويعنفهم. يا ربي لم يفهموا رحمة الدين بعد.

قبلها تقول الآية ( لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس )

بداية الآية نهى عن اقحام لفظ الجلالة في أيماننا.. ولكنه يضع استثناء عندما يكون الحلف يؤدي إلى البر، والإصلاح بين الناس .. الله يتخطى المبدأ بديناميكية وسلاسة ، طالما كانت هناك مصلحة تتحق للناس . لم نفهم مدى انسانية هذا الدين بعد وما يرمي له من مقاصد كبرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق