محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

الاثنين، 20 مايو 2013

حدثني عن الإسلام

سألني عبر منضدة صغيرة تفصلنا، وهو يضع إلى جواره كأس منred wine ،

وما الإسلام يا صديقي..

تناولت كتاب صحيح مسلم وقرأت له حديثا في باب الزكاة..

...

يقول الرسول،

"على كل مسلم صدقة.."

الرسول يضع فرضية دائمة على كل من آمن بالإسلام.. مسئولية شخصية يلتزم بها أمام الله. وليس أمام الدولة. ولم يحدد الرسول مقدار الصدقة. والصدقة هي أكبر صور التنازل عن الأنانية وحب الامتلاك، وهي أكبر معبر عن التكافل والتراحم والحنان.

ثم سأله أحدهم، "ومن لم يجد يا رسول الله؟"

كان من الممكن أن يجيب الرسول أن من لم يجد، قد سقط عنه التكليف ولا يصير مطالبا بالصدقات.. فهو غير قادر.

ولكن الإسلام مسئولية اجتماعية كبرى تظهر إيجابا في حياة الناس.

وهنا أجاب الرسول:

"- يعمل بيديه. فيكفي نفسه. ويتصدق.

( تخيل هو يعمل ليس من أجل سد احتياجاته فقط ولكن في ذهنه أن جزءا من نتاج عمله يذهب لغير القادرين)

- يعين ذا الحاجة.

- يأمر بخير.

- يمسك عن الشر."

هكذا انتهى حديث الرسول بوضع بدائل الصدقة..

وكلها أعمال انسانية تنم عن تأثير العقيدة في صدور الناس نتاج إيمانهم بالدين.. ويكون ترجمة الدين في الحياة بمثل تلك التصرفات.. وليس بالمظاهر أو المزايدات اللفظية.

الحديث التالي مباشرة، يحمل ذات الفكرة، ولكن الرسول يجيب بإجابات مختلفة،

فيقول:

"- تعدل بين اثنين، صدقة

- تعين الرجل في دابته فتحمله عليها، صدقة

- الكلمة الطيبة، صدقة

- خطوك للصلاة، صدقة

- إماطة الأذى عن الطريق، صدقة."

هذا الحديث فيه خمسة أوامر للرسول : العدل – الكلمة – المساعدة – الصلاة – نظافة الطريق..

(لم يوصي بأي شيء له علاقة بالمظاهر أو التدخل في الحرية الشخصية لكل انسان – وبعدين مجبش سيرة أي حاجة ليها علاقة بالستات اللي شاغلة عقل ناس كتير)

لاحظ أن العبادة في وصايا الرسول شغلت عنصرا واحدا من خمسة.. وأربعة أخماس لها علاقة بإصلاح الحياة بالعدل والعمل والكلمة وتمهيد الطرق.

وكأن العبادة يجب أن تكون في منظومة حياة كريمة، وإلا فهي بلا قيمة.

سكت صديقي وأعاد مضغ الكلام.. أنا لا أؤمن بالاسلام، ولكن لو أن محمدا قال هذا الكلام فهو أعظم مصلحي التاريخ.. نحن نظنه إرهابيا أو "بتاع ستات" أو شخص همجي..

ولو أنه رسول فرسالته يجب أن تحمل الناس والبلدان التي تؤمن بها إلى أرقى درجات الحضارة والاستنارة.. القانون والفلسفة والدولة الحديثة لا تفعل ذلك في نفوس الناس.. العقيدة فقط هي التي تفعل.

لماذا أنتم متخلفون؟

لأننا غير مسلمين..

لكني أرى ملايين الملتحين والمنقبات والمختمرات..

لا جديد.. هم غير مسلمين أيضا.. لا علاقة للإسلام بذلك.

بتشرب نبيت؟

لا ، عصير ليمون.

والله أفيد برضو..

اتنين ليمون لو سمحت يا متر.
--

 

للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

البروفايل الشخصي

https://www.facebook.com/M.ELDWEK

الصفحة الرسمية

https://www.facebook.com/M.ELDWIK

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق