محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

الخميس، 16 مايو 2013

وزن شعرة من خير

و ظل يصرخ فيهم : يجب أن نكرههم ونعاديهم .. انها عقيدة الولاء والبراء .. لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم والاخر يوادون من حاد الله ورسوله .

فقلت له بتلقائية : لو سمحت اعطني قلمك لأدون ملاحظة , فأعطاه لي , نظرت فوجدته uni ball وهو صناعة يابانية , واليابان دولة بوذية كافرة طبعا .

فقلت له انت توالي الكفار يا أخي , فنظر لي شذرا , فأكملت , أنت تشتري قلما يابانيا لتكتب به عن ...
الاسلام , فأنت تدعم الاقتصاد والصناعة والتجارة اليابانية . حتى لو زعمت أنك تكرههم فأنت بشكل غير مباشر تواليهم .

إما أن تتوقف عن قراءة الاية أو تتوقف عن شراء الاقلام اليابانية !

أو .. تفتح عقلك وتمحو الغشاوة عنه , وتقرأ الاية باستنارة , الله قال يوادون من "حاد" الله ورسوله , فهؤلاء قد اتخذوا موقفا عدائيا حادا , كارها ومحاربا للمسلمين , فتوجب علينا كرد فعل أن لا نواددهم وأن نرد اعتدائهم .

تلك هي الآية 22 من سورة المجادلة , والآية 20 تسبقها وتمهد لها ( إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين ) وهؤلاء اقترن كفرهم بحرب وعداء , وليس فقط مجرد عدم الاقتناع بالاسلام بشكل سلمي . كما أنهم يمنعوا المسلمين حقهم في العبادة والعقيدة .

يجب أن يكون ذلك هو فهمنا حتى يتسق مع آية الممتحنة ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ) الآية التي ذكرناها في سورة المجادلة تمنع الود بيننا وبينهم. والاية في سورة الممتحنة تسمح به .

أصحاب المراهقة الفكرية والعقول الصبيانية لا تفرق بين الموقفين .

الاية الأولى - التي اتخذوها دعامة مبدأ الولاء والبراء - تتحدث عن كافر محارب عدو ويتعمد الاسلام بالترصد والقتل بشكل واضح , وهؤلاء يجب معاملتهم بخشونة .. والآية الثانية تتحدث عن الكافر المسالم وذلك يجب علينا معه البر والقسط .. البر الذي لم يستخدمه القرآن إلا مع علاقة الابن والاب .

في أحد التفاسير - عساه الطبري - يقول أن القسط هنا ليس المقصود به العدل .. لأننا مأمورون بالعدل مع الجميع سواءا كان محاربا أو غير محارب .. إنما أن نقسط اليهم في الاموال وأن نقتسمها معهم طالما كانت هناك حاجة .

فنعطي "الكفار" من أموالنا طالما كان هناك تعايش سلمي بيننا , وهذا ما تستوجبه الحياة القائمة على البر والقسط الذي أوصى بهما القرآن .

طبعا دا فرض نظري , لأننا أمة فقيرة ومعدمة , ولا نملك كفاف قوت يومنا , ونلجأ للتسول من الغير .. ثم نشتمهم .. إنه مزيج من الخلل السلوكي والصبيانية والاضطراب النفسي والغلظة والكراهية .

يروي البخاري بحديث رقم 44 ومسلم برقم 478 أن الرسول قال " يخرج من النار من قال لا إلاه إلا الله وفي قلبه قدر شعيرة من خير " .

القلوب التي فيها شعرة واحدة من "خير" تخرج من النار .. وإن خلا قلبك من الخير فأنت في خطر كبير .. وكلمة خير هي كلمة عامة تتجاوز مرحلة العبادة المباشرة أو العمل العقيدي المحض .. مجرد خير في قلبك , أي خير .

اهتموا بقلوبكم يا عالم .. كفاكم غلظة وكراهية وأحقاد وعداوات .

*

ففغر فاه واحمرت أذناه , وظل يتمتم ويحوقل ويحسبن وكاد أن يكسر القلم اللعين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق