ما هو دور النظام السياسي في حياتنا يا ريم ؟
دعينا نتجاوز الصراع الحالي بكل ما فيه من مغالطات وسذاجة وتزوير ، ونبحث عن إجابة علمية مقنعة.
أجدك تسحبين كتابا رصينا من الرف العلوي للمكتبة من قسم العلوم السياسية وتقرأين :
...
1- حل الخلافات وإقرار القانون . وهي الوظيفة الرئيسية للنظام ولو لم يقم بها يتعرض للتآكل والتغير . فهو يضع القواعد القانونية التي تكفل الحماية للمواطنين ويوقع الجزاء على من ينتهكها.
2- إدارة الموارد وحسن توزيعها على الناس . وهي وظيفة تتعلق بالاقتصاد والإنتاج والتخطيط.
3- النظام السياسي كآلية للتغيير الإجتماعي . خاصة في أنظمة ما بعد الثورات.
لن أطالبك أن تسقطي الشروط الثلاثة على الواقع لأن النتيجة ستكون مفزعة.
فالنظام الحالي لا يستطيع حل المشاكل أو تطبيق القانون أو ردع الخارجين . بل هو يشرعن العنف والطائفية والاستبداد بالرأي وتشويه المعارضين.
كما أنه لا يملك خطة واضحة لإدارة الموارد وحسن توزيعها . وكل ما نراه هو إحلال أفراد الجماعة محل رجال أعمال لجنة السياسات. فالجماعة تقتسم أرباح عهد مبارك مع رجال أعماله في مقابل تسويات.
أيضا النظام الحالي لا يقوم بأي تغير اجتماعي يتعلق بالثقافة أو الوعي أو طبيعة التدين. بل يكرس لخطاب عشوائي مضلل يقوم في جزء منه على الكذب ، وفي جزء آخر على تجاهل الحقائق ، وفي جزء ثالث على اللاشئ.
*
دعيني أقرأ لك حقيقة مفزعة ترصدها الأقمار الصناعية وأعلنها مركز دراسات الصحراء.
وهي أن مصر تخسر كل يوم ، على أقل تقدير ، 3 أفدنة من المساحة المزروعة لتتحول إلى صحراء أو كتل خرصانية.
وأن مصر خسرت خلال العشرين سنة الأخيرة حوالي 2 مليون فدان .. هذا رقم ضخم يا ريم يؤثر على ميزانية دولة .. مصر تزرع الآن 8 مليون فدان، بسبب جهود محمد علي باشا في مشروعات الري ، بعد أن حول نظام الري من ري الحياض إلى الري الدائم . وذلك كان انقلابا اقتصاديا في مصر . وجهود عبد الناصر الذي حمانا من الجفاف والفيضان.
على المستوى الديني الأرض هي كل شيء . الله يقول ( منها خلقناكم . وفيها نعيدكم . ومنها نخرجكم تارة أخرى ). فالحياة والموت والبعث متعلقون بالأرض.
وفي الحديث الصحيح أن من غرس غرسا أو زرع زرعا يظل له به صدقة . وأحاديث أخرى تحث على إحياء الأرض الموات . وعلى المستوى السياسي هي الإقليم الذي يحمل الناس . وعلى المستوى الاقتصادي هي منبع الثروة .
فهل انتبه النظام السياسي لها . وهل عمد إلى توعية الناس بخطورة شأنها ؟!
أنا فقط أطبق معايير علوم السياسة ، وبدهيات الدين . لأحكم عليهم بشكل محايد بعيد عن المزايدات أو التشنج.
والأنظمة التي تتجاهل ذلك ستسقط حتما يا ريم.
...........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق