محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

الخميس، 16 مايو 2013

الطيبون عددهم قليل لكنه يكفي ..

أحدهم عبر عن إحباطه من الوضع وعدم جدوى كل جهود المصلحين..

قلت له، كان دانتي يكتب على باب جحيمه: أيها الداخلون إلى جهنم اتركوا وراءكم كل أمل في النجاة.. نحن لم نصل للجحيم بعد. لذلك فأنا مقتنع دوما أن هناك أمل .. وأن السعي المخلص للطيبين لا يضيع سدى.. وأن الطغاة يموتون والشجعان ينتصرون.

الصين قامت فيها مجاعة منذ ستين سنة مات فيها خمسين مليونا، وأكل الناس الطين وورق الشجر ولحوم البشر.. الآن الصين...
هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم.. وأوروبا فقدت ستين مليون قتيل في حرب واحدة, وتحولت لندن إلى أرض خراب waste land بعد صواريخ v-2 طويلة المدى التي استخدمها هتلر.. والآن صارت مكانا يشبه الجنة.

احمد فؤاد نجم ظل في السجن 18 سنة، ولكنه صار زعيما في ذكرانا. ومن سجنوه صاروا حثالة طمرهم النسيان. ونيلسون مانديلا بعد 27 سنة من السجن خرج ليقود بلده إلى المساواة وإلغاء الفصل العنصري.. وغاندي بعنزته الهزيلة التي يحلب لبنها وأسماله البالية التي تداري عظامه الناشزة تغلب على بريطانيا وحقق الاستقلال لوطنه الهند.

الغريب أن غاندي الذي هزم بريطانيا بابتسامته وشجاعته لم يستطع حماية وطنه من حرب طاحنة بين المسلمين والهندوس، مات فيها ألوف، وانقسمت على اثرها الهند الشرقية ( باكستان ) وظل الرجل حزينا في أيامه الأخيرة إلى أن قتله أحد المتطرفين من بني دينه.

تحرير البلد من المحتل أسهل بكثير من نزع فتيل الطائفية والاقتتال الداخلي ورواسب الجهل.

وأبو جهل عمرو بن هشام مات، وأبو سفيان اضطر إلى الإسلام، وأظهر الله دينه بعزيمة المؤمنين المظلومين المخرجين من ديارهم.. وهلك اليزيد بن معاوية كسفاح وظل الحسين في أذهاننا قديسا شهيدا له في كل قطر مقام..

وأنشد احمد مطر في قصيدته: فإن خيرت بين اثنين.. أن أغني مترفا عند يزيد.. أو أصلي جائعا خلف الحسين.. سأصلي جائعا خلف الحسين.

الطيبون عددهم قليل، لكنه يكفي.. والغريب أنه مثل ينتمي لليسار.

 
....................
 
 

للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

البروفايل الشخصي

https://www.facebook.com/M.ELDWEK

الصفحة الرسمية

https://www.facebook.com/M.ELDWIK

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق