السماء ليست زرقاء..
لكنها تبدو كذلك..
طبقات الغلاف الجوي هي التي تعطينا الإحساس باللون الأزرق..
الحقيقة أن السماء بلا لون.. أو هي سوداء.. والاسود، علميا، يعني انعدام اللون.. لأن الآشعة لا تنكسر أو تنعكس عنده.
والأبيض ليسا أبيضا.. بل مزيج من سبعة ألوان بدرجات وترددات مختلفة.. فيصنع شعاعا أبيض.. وكأن الاختلاف والتمازج هو قمة الكمال، وسبب البياض.
فالأبيض لا يكون بهذا النقاء إلا لو حوى داخله كل الألوان الأخرى.. الابيض ليس واحد، لكنه مجموع..
وأنت أبيض..
ها هي جريدتك.. لم أر رجلا يقرأ خمسة جرائد يومية مثلك.
تقول أن الجريدة هي الرواية الأصدق للتاريخ قبل أن تتدخل الأهواء والأيدولوجيا والتزييف.
هذا المراسل البائس الذي يرتدي قميصا مبللا أسفل ابطيه، ويلاحق الحدث، لا يدري أنه عصب التاريخ والمعبر الأول، ربما الأوحد، عن الحقائق..
إنه لا يتقاضى راتبا مجزيا، وينقل ما يراه بأقل ثمن، ولا يدري أن روايته ستكون سببا في مصير أمة، ويباع هذا المصير بثمن بخس..
هل تفضل موسيقى بعينها..؟
دعني أختر لك،
اليسا هي المفضلة لدى الرجال
لكنها رائعة..
سأصنع لك قائمة تساعدك على الاندماج..
"تعبت منك.. عشان ماليش غيرك ولا بستغنى عنك"
كل النساء تشكو لرجل بعينه، ربما تشكوه..
القصص الكبيرة هي القصص التي لم تكتمل..
وكأن كل كمال يتبعه نقص.
وهكذا الانسان وعلاقته بالزمن.. الشيء الذي لم يستطع الانسان تجاوزه هو الزمن.. فالانسان رغما عنه كائن زمني، لا يملك سوى استغلال كل لحظة، لأن عمره ما هو إلا تلك اللحظات التي تمضي بلا رجعة. وهو غير قادر على إعادتها..
أما الأماكن فنغيرها،
سأعد لك شراب التفاح الساخن الممزوج بأعواد القرفة.
لا تستغل غيبتي وتدخن سيجار، أرجوك
دعني أعطر يديك وخلف أذنك وأعلى قميصك
اعرف أنك تحب الثياب القصيرة، وتحب الجميلات..
وأعرف أنك متعفف..
وأنك ترى بقلبك أولا.
الصورة تلتقطها شبكية العين مقلوبة،
ومركز الإبصار في المخ هو الذي يجعلها معتدلة، فكأن العيون وحدها مضللة، والعقول تجعل الرؤية أصدق..
ورغم أن ثوبي قصير إلا أنك تنظر إلى عيني أكثر..
ديوجن الفيلسوف، كان يمشي في شوارع أثينا بمصباح في الظهر.. سألوه عن السبب، قال أبحث عن رجل شريف..
لم يجده، وأنا وجدتك.. وأنا أحب الشرفاء، وأنا أحبك.
لذلك أرتدي الثياب القصيرة معك.. وعيناك تسترني.
أشعر أني محتجبة عكس ما يبدو.. فالأشياء ليست كما تبدوا دائما.. قلت لك أن السماء ليست زرقاء والأبيض ليس أبيض.. وثوبي قصير وفي عينيك محجبة.
أريد أن أضع قبلة على يدك ووجهك وكتفك.. سأنام هنا حتى الفجر، وسأغادر.
الفراق أكثر قسوة من قدرتنا على التحمل.. إنه جروح لا تندمل.. الأحزان تجعلنا نبدو أفضل.. تجعلنا نبدوا على حقيقتنا..
لن أوقظك.. سأستقل الطائرة في اتجاه الشمال، تعبر بي إلى الناحية الأخرى من المتوسط.
لا تبحث عني.. لن أترك آثارا سوى بقايا طلاء الشفاه فوق منشفة صغيرة عند الركن فوق منضدة الغذاء.
وتذكر أن القصص العظيمة هي التي لم تكتمل بعد..
*
للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق