محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

السبت، 29 يونيو 2013

قرآن مهجور


(إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون. وإذا مروا بهم يتغامزون. وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين. وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون) المطففين31.
 
لاحظي أن الكفار هم الذين يسخرون من المؤمنين.. يتغامزون عليهم في الطريق.. يتندرون ويستخفون بعقيدتهم.. لا يتعاملون بموضوعية ليقابلوا الحجة بالحجة ولكن يواجهون الحجة بالسخرية والتعالي.

لاحظي أنهم واثقون من أنفسهم أنهم الحق، وأن الآخرين هم الضلال المبين.. لاحظي حالة العجب التي هم فيها، يذهبون لأهلهم فكهين فرحين بما يفعلون.. بل يفخرون بقدرتهم على الاستهزاء بالآخرين.

لاحظي أن المؤمنين لم يتطاولوا على عقائد غيرهم من الكفار ولم يسخروا منها.. وأنهم يعايشوهم في سلام، و يتعرضون للأذى في الطريق ولا يردون. لم يذكر الله رد فعل المؤمن سوى أنه فعل سلبي بالصمت.. لأن المؤمن لا ينحط إلى هذا التراشق القبيح.
لاحظي أن الله لم يقل الذين كفروا.. بل الذين أجرموا.. ارتكبوا جريمة بسلوكهم المسيئ المتجاوز.. وأن الاستهزاء والأذى والاعتداء على عقائد الناس وأفكارهم هو سلوك المجرمين. الكافرين. فلا يجب أن نقلدهم (نحن بالفعل نأتي بأفعال أشد جرما من أفعال الكافرين ظنا مننا أننا ننتصر للإسلام.. والإسلام ينتصر بالرقي والعقلانية والنبل)

الآيات تقول أن الإيمان مسئولية.. وأن المؤمن يترفع عن الخصومة ولا يميل لاصطناع مشاكل ويتعرض للاذى ولا يرد.. إلا لو كان نقاشا عاقلا يقوم على الدليل (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) وأن المؤمن هو الطرف الأكثر ضبطا لأنفعالاته فلا يميل للثأر والانتقام.
تخيلي أن المؤمن هو الذي يتم السخرية من عقيدته فلا يرد ولا يصطنع مشاكل.. وأن الكافر واثق من نفسه ويرى أنه الحق والناس على ضلالة.. فانقلبت الآية وأخذنا نحن مكانة كفار قريش وصرنا نتطاول على عقائد الجميع.. بل نتهم المسلمين غير المتبعين لمنهجنا أنهم ضالين خارجين.
صار المسلم الحالي هو الأكثر ميلا لاصطناع المشاكل وإثارة الكراهية والقيام بممارسات عدائية قد تصل إلى الإرهاب والتفجير في، لندن . مدريد . واشنطون . تنزانيا . كينيا . نيجيريا . باكستان .. الخ.
*
الله يكره الظالمين المتجبرين عموما.. والظلم لو اقترن بسلطة أو قوة فهو يتحول إلى طغيان. يولد طاغية..

لذلك أيها الملكة الصغيرة، تجدي في سورتين متتاليتين عندما تحدث الله عن الهالكين في النار، لم يذكر الكافرين، بل ذكر الطغاه.
(إن جهنم كانت مرصادا. للطاغين مآبا) النبأ22.
(فأما من طغى. وآثر الحياة الدنيا. فإن الجحيم هي المأوى) النازعات39.
وهكذا يأتي الكفر في القرآن موصوفا.. بالطغيان أو الفساد أو تعمد التكذيب والصد والأذى والقتل.

*
في سورة الهمزة التي قرأتيها ألف مرة، ربما عبرت من فوق آية دون ملاحظة..

(وما أدراك ما الحطمة. نار الله الموقودة. التي تطلع على الأفئدة)

الأفئدة جمع فؤاد. والفؤاد هو القلب.. فالنار تطالع القلب قبل أن تحرقه وتحطمه.. النار ترى القلوب لا الوجوه يا صغيرتي.. ما داخل قلوبنا هو الذي يجعلنا ننجو أن نهلك. فهل تربينا على أن نحمل داخلنا قلوبا رقيقة نقية محبة، أم اهتممنا بظواهرنا أكثر..؟
لن يغفر الله للمشايخ. 


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

 


البروفايل الشخصي

https://www.facebook.com/M.ELDWEK

 


الصفحة الرسمية


https://www.facebook.com/M.ELDWIK


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق