محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

آدم


--

لو كان التفاضل بين الخلق الأول قائم على كثرة العبادة، لتوجب على آدم أن يسجد للملائكة، وليس العكس، فهي لا تكف عن العبادة ولا تقترف معصية.. بينما آدم سكن الجنة يأكل منها رغدا هو وزوجه، ولم يذكر القرآن أي تكليف عبادي له سوى النهي عن الطمع في شجرة إضافية، ويكتفي بما منحه الله له. 

الشيء الوحيد الذي تميز به الانسان عن الملائكة هي أنه كائن له إرادة.. له قدرة على الفعل والاختيار.. على الطاعة و
المعصية.. فمن يجرد الإنسان من إرادته ويسلبه حقه في الاختيار الديني والدنيوي، فهو قد منعه نقطة الامتياز الأولى. 

الشيء الثاني أنه تعلم الأسماء ونطق بها.. فعلمه فاق علوم الملائكة، ولذلك سجدت له.. بسبب العلم والإرادة الحرة المختارة. 

وكانت جريمة آدم الأولى أنه استمع لإغواءات زائفة في أن يأكل من شجرة تمنحه الخلد أو التفوق أو القوة.. الطمع والرغبة في المزيد.

وابليس أثناء خداعه آدم استخدم حيلة نفسية بالغة الخطورة، عبر عنها القرآن بكلمتين (فدلاهما بغرور) .. أي اثناء انتقالهما الى المعصية والتدني "التدلي" كانا مغرورين لا يشعران أنهما يقترفان إثما.. فكأن امتلاء النفس بالغرور هو المتسبب في الغشاوة التي تعمي الإنسان وتفقده القدرة على التفكير والرؤية.. والغرور نظير الجهل . الجهل بالعواقب.

قبل أن يبدأ آدم وزوجه نشر الذرية، حملا اعظم الخصال وهي، العلم - الارداة.. وأسوأها، الغرور – الطمع. 

فاختر لنفسك ما شئت.

وخطيئة ابليس الأولى كما ترويها سورة الأعراف باختصار وبلاغة. (قال أنا خير منه).. لمجرد أنه شعر أنه أفضل من غيره، هذا الشعور الطاغي بالكبر والسيادة.. وابليس جاء بمسببات شعوره بالتعالي، (خلقتني من نار وخلقته من طين).. فكأنه تعالي طبقي يعير المخلوقات بخلقتها .. "احنا ولاد ناس.. دول ولاد كلب"

وهلك ابليس ليس لأنه جحد وجود الله بالإنكار، ولكن لأنه تكبر.. لذلك قالت الآية التالية في سورة الاعراف كتسبيب من الله تعالى لطرده (اهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها) الله يقول له اخرج فلا مكان عندنا للمتكبرين ! 

راقب نفسك جيدا أيها الإنسان.

 
 
للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

 البروفايل الشخصي

https://www.facebook.com/M.ELDWEK

 

الصفحة الرسمية

https://www.facebook.com/M.ELDWIK

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق