محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

الجمعة، 28 يونيو 2013

فبأي حديث بعده تؤمنون !!

جلس بين يدي القس وسأله، منذ متى تتلقى الاعتراف؟ 
منذ خمسة عشر سنة.. 
وماذا علمك الاعتراف عن البشر ؟ 
أنهم أتعس كثيرا مما تتخيل.. وأنه ليس هناك أشخاص كبار.. 
ما هو الإنسان؟ 
إنه كومة صغيرة بائسة من الأسرار .. إنه متردد بين ما يخفيه داخله، وهو غالبا يدعو للرثاء، وبين ما يجهله عن نفسه.
لذلك نتابع أبطال الروايات في شغف.. نبحث عن نفوسنا بينهم.. نقرأ أخبار الجريمة كي ندرك أن ما نخبئه من انحراف أمورا تحدث.. لذلك نتلهف للقيل والقال وأخبار النميمة.. كي نتشفى في الناس، وفي اللاوعي نتأكد أنهم مثلنا تماما، بائسون ويرتكبون الخطايا.
وفي كل مرة جاء نبي إلى قومه يدلهم إلى الله فقد كان يكشف لهم شيئا عن الإنسان.

يقول لي أحدهم: هل تنقل عن قس ؟!
فقلت له : 
الرسول كاد أن ينهى عن الغيلة . وهي أن يعاشر الرجل زوجته المرضع. وكان يظن أن في هذا أذى لها ولوليدها . ولكن احد الصحابة قال له إن الروم تغيل "مسيحيون" ولا يضر ذلك أولادهم.. فلم ينهى عن ذلك.
الرسول توقف عن التشريع من أجل خبرة قادمة من حضارة مسيحية.. 
كما أنه استمع من سلمان الفارسي، في غزوة الاحزاب، عندما قال له ، كانت فارس إذا حاوطها الاعداء حفرت خندقا، فحفره النبي حول المدينة .. وفارس تلك حضارة مجوسية مشركة تعبد النار.
وفي الهجرة استعان الرسول برجل مشرك يدله على الطريق..
وفي المدينة تعلم من اليهود طرق الزراعة والبيوع . وخالطهم في الحياة والاسواق.
فبأي حديث بعده تؤمنون !!





للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

 


البروفايل الشخصي

https://www.facebook.com/M.ELDWEK

 


الصفحة الرسمية

https://www.facebook.com/M.ELDWIK



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق