جلس بين يدي القس وسأله، منذ متى تتلقى الاعتراف؟
منذ خمسة عشر سنة..
وماذا علمك الاعتراف عن البشر ؟
أنهم أتعس كثيرا مما تتخيل.. وأنه ليس هناك أشخاص كبار..
ما هو الإنسان؟
إنه كومة صغيرة بائسة من الأسرار .. إنه متردد بين ما يخفيه داخله، وهو غالبا يدعو للرثاء، وبين ما يجهله عن نفسه.
لذلك نتابع أبطال الروايات في شغف.. نبحث عن نفوسنا بينهم.. نقرأ أخبار الجريمة كي ندرك أن ما نخبئه من انحراف أمورا تحدث.. لذلك نتلهف للقيل والقال وأخبار النميمة.. كي نتشفى في الناس، وفي اللاوعي نتأكد أنهم مثلنا تماما، بائسون ويرتكبون الخطايا.
وفي كل مرة جاء نبي إلى قومه يدلهم إلى الله فقد كان يكشف لهم شيئا عن الإنسان.
يقول لي أحدهم: هل تنقل عن قس ؟!
فقلت له :
الرسول كاد أن ينهى عن الغيلة . وهي أن يعاشر الرجل زوجته المرضع. وكان يظن أن في هذا أذى لها ولوليدها . ولكن احد الصحابة قال له إن الروم تغيل "مسيحيون" ولا يضر ذلك أولادهم.. فلم ينهى عن ذلك.
الرسول توقف عن التشريع من أجل خبرة قادمة من حضارة مسيحية..
كما أنه استمع من سلمان الفارسي، في غزوة الاحزاب، عندما قال له ، كانت فارس إذا حاوطها الاعداء حفرت خندقا، فحفره النبي حول المدينة .. وفارس تلك حضارة مجوسية مشركة تعبد النار.
وفي الهجرة استعان الرسول برجل مشرك يدله على الطريق..
وفي المدينة تعلم من اليهود طرق الزراعة والبيوع . وخالطهم في الحياة والاسواق.
فبأي حديث بعده تؤمنون !!
للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق