محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

السبت، 23 مارس 2013

عم محمد

- ازيك يا عم محمد.
- ازيك يا بيه.
- انت منين اصلا يا عم محمد.
- من اسوان.
- وإيه جابك هنا.

- الفقر.. الفقر في الصعيد وحش.

- انت عندك كام سنة؟
- يبتسم ويقول، والله ما انا عارف بس يجي 60 سنة
- بتعرف تقرا وتكتب؟
- لا
- ليه؟

- يتذكر أحداثا بعيدة، ويقول في خجل: و أنا في سنة أولى الناظر ضربني ورحت أعيط لابويا راح مطلعني من المدرسة.
- وبعدين؟
- اشتغلت في كل شغلانة. وكان المعلم يضربني واهرب.
- وبعدين؟
- سبت الصعيد وجيت القاهرة. و ملطشة معايا، شوية اشتغل بواب شوية ابيع مناديل وآهو العمر بيعدي.

 

- متجوز؟
- آه ومعايا ست عيال.
- ستة يا عم محمد . في حاجة اسمها لولب ، يا راجل سد الخرم المنفد دا.
- مراتي ست جاهلة. كانت بتحمل من غير ما تعرف. مكناش نعرف غير وهي في التالت.
- عندك حد من ولادك اتجوز؟
- آه بنتي . واطلقت بعد سنة.
- ليه؟
- جوزها بيضربها ومش بيشتغل وعايز يشغلها.
- هو الغلبان مش بيشبع غلب في البلد دي !

- انت ساكن فين يا عم محمد؟
- ساكن في المعتمدية، مأجر أوضة بستين جنيه.

- اتعشيت يا عم محمد؟
- لا ..
- طب تعالى نتعشى سوا..
- تشكر يا بيه.
- وتعالى نتصور سوا..
- أول مرة اتصور من يوم ما اتجوزت. حتى صور الجواز اتحرقت في التحميض.





نقف متجاورين ويلمع الفلاش.

*

ولا يزال خيرت الشاطر يبيع السلع الاستهلاكية الباهظة في الهيبر ماركت على النمط الامريكي، ولا يزال الشيخ حسان يجني الأموال من تجارة الفتوى على الفضائيات. هل سيتصل أحدهم ويسأله عن حكم الدين في عم محمد! أم سيسألوه عن حكم أكل لحم الديناصورات! ولا يزال ابو اسماعيل يعاني عسر هضم من كثرة لحوم العجول التي تناولها في اعتصامه المقدس في الانتاج الاعلامي.

المهم أن كلهم ملتحون ويدعون لمشروع إسلامي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق