محمد الدويك

صورتي
Egypt
حينما ولدت حاولوا تعليمي المشي والكلام وآداب الطعام وفنون التعامل اللائق مع الناس . ولكن أحدا لم يعلمني كيف أفكر وأن أصل الى الحق , بالبحث والتجربة والملاحظة والوصول الى نتيجة . وكأن العلم حرام .. وكأن تجربة نبي الله ابراهيم ركام علاه الغبار فلا أمل في بعثه من جديد . فلنتحرر قليلا مما غرس بدواخلنا من آثام وخطايا .. ونبذل محاولة أخرى للفهم . فالله وضع العقل بنسب متفاوتة في خلقه , ولكنه ألقى رسالاته وعقد تكليفاته على أكثر الكائنات اكتمالا للعقل . الكائن الوحيد الذي استطاع تدوين تاريخه ونقله لمن بعده . فالفاهمون هم المخاطبون بالوحي .. وهم اصحاب العقول الذين ننشدهم هنا .

الثلاثاء، 19 مارس 2013

خواطر ليلة شتوية

 

وكنت ضعيفا وكانت رقيقة. فبدت حانية وبدوت حليما. وكنت ملهوفا وكانت مقبلة. ووقفنا مرعوشي الأقدام والأطراف، ونقترب فتتحول الأرض إلى شلال يرسل الحب والموت والنزق. ورأيت ضعفي فخرا. رغم أنها قالت في النهاية كم أرهقني عنفك!

 

...

 

وطاوعتها قدماها فغادرت، وتمرد العطر فظل من بعدها لم يغادر. عالقا بالهواء والحوائط، وملتصقا بأروقة الذاكرة.

 

وتحولت الحياة إلى بقايا عطر، ومطفأة سجائر بها رماد، وجريدة تحمل تاريخا قديما، وطلاء شفاه أحمر على المنشفة البيضاء. وأغنية تدور لألف مرة دون أن تمل أنت أو تكل هي.

 

وتمضي عشر ساعات فلا تضبط لسانك قد قال كلمة. ولكنك بسكوتك قد قلت الكثير وسمعت أكثر.

 

كوب ماء وفنجان قهوة ذهبت سخونته فصار باردا. وقطعة حلوى لا تغير طعم مرارة اللذة. وتغسل وجهك بعناية في المرآة، فتتساقط اللزوجة ولا تتساقط تجاعيد العمر.. وتصر الأيام أن تمضي في اتجاه واحد لا يعود. ولن يعود.

 

...

 

وقبل أن تغادر تركت عطرها. وأخذت في المقابل جزءا من روحي. ولم أعترض. وأخفيت الأمر خشية أن تتراجع في المبادلة. وأنا الطرف الكسبان.

 

...

 

ليس بالضرورة أن تكون بطلا لتشعر بالانتصار. الانتصار ليس على الدوام حلو المذاق، بل قد يكون مربكا أو مرهقا. و قد تمر بتجربة عادية وتتصرف فيها بشكل عادي. ولكنك تجني السلام والابتسام. هكذا حدث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق